باتريز روزن ـ كاتس
تعرّف الدعارة على أنها عملية يقوم في إطارها شخص بممارسة الجنس مع آخر مقابل الدفع أو خدمة معينة. أصل المصطلح prostitute هي الكلمة اللاتينية prostituire أي الانكشاف إلى نظرات الجمهور، وفي هذه الحالة كون المرأة أو الشخص يعرضون للبيع أو التجارة.
لقد كانت ظاهرة الدعارة قائمة في المجتمعات القديمة وهنالك اثباتات تاريخية على وجود تقليد كان رائجا وهو "منح" خادمات البيوت للضيف ووضعهن تحت تصرّفه، أو دعارة "مقدسة" أو "شعائرية"، من خلالها منحت عذرية نساء شابات كرمز للولاء أو القيام بعرض علاقات جنسية مع نساء معبد ديني لمن تبرع بالمال لخزينة المعبد.
على خلاف التوجه الاجتماعي التقليدي والذي يرى بظاهرة الدعارة مهنة قديمة أو لا أخلاقية شخصية، تقترح النظرية النسوية علينا نظرة جديدة عن الدعارة، ويرى بها ركنا أساسيا وغير منفصل عن المبنى الاجتماعي الأبوي، والذي يشمل العنف والاستغلال الشديد للنساء اللواتي يعملن به. حقيقة أن هنالك من يحاول تصوير الدعارة على أنها "مهنة" كباقي المهن أو أنها نابعة من ميزات شخصية عند المرأة التي تعمل في الدعارة، هدفها إخفاء حقيقة أن هذه الظاهرة تخدم وتكرّس المبنى الاجتماعي القائم، بما في ذلك المصالح الاقتصادية الكامنة في صناعة الدعارة والاتجار بالنساء المحلية والعالمية وهي تدرّ أرباحا هائلة.[1]
الابحاث المختلفة التي أجريت بهدف إيجاد الخصائص المشتركة للنساء اللواتي يعملن بالدعارة، تعكس عددا من الحقائق الأساسية:
· غالبية النساء اللواتي يعملن بالدعارة بدأن بذلك في سنّ مبكرة وغالبا ما دون ألـ: 18 عاما.
· الكثيرات ممن يعملن بالدعارة تربيْن داخل عائلات قاصرة عن أداء وظائفها وعانيْن من الإهمال والتنكيل في فترة طفولتهن بدرجات مختلفة. حوالي %90- %70 منهن عانيْن من تنكيل جنسي من نوع ما، بما في ذلك سفاح القربى.
· العمل في الدعارة يؤدي مرات كثيرة إلى دخول حلقة إدمان المخدرات. تساعد المخدرات على خلق انفصال بين الجسد والوعي مما يقلل من تأثير التجارب الصعبة، ولكن بالمقابل، تسبب المخدرات الإدمان ويصبح العمل في الدعارة ضرورة من أجل تمويل شراء المخدرات.
· النساء الموجودات في دائرة الدعارة معرضات بشكل كبير و أكثر من غيرهن للعنف، للمعاناة النفسية ولاضطرابات ناتجة عن صدمة أو خوف أو إحباط، ومشاكل صحية مختلفة ناتجة عن العمل بالدعارة وعن الظروف المتأتية من العمل في الشارع أو المخدرات.[2]
الدعارة في إسرائيل قانونية ـ لمن تعمل بها وكذلك الرجال الذين يستهلكون خدمات الدعارة. القانون الجنائي يمنع فقط النشاطات المرافقة للدعارة ـ قوادة، دفع النساء للعمل في الدعارة، إدارة محلّ مخصص للدعارة.
[1] Farley Melissa, Preface: Prostitution, Trafficking and Traumatic Stress, at Melissa Farley (Editor), Prostitution, Trafficking and Traumatic Stress, The Haworth Press, New York
[2] לוטן אורלי, הזנות בישראל- סקירת התופעה ויחס הממסד אליה, דו"ח לוועדה לקידום האשה בכנסת, כנסת ישראל מחלקת מידע ומחקר, 2006, ירושלים
