أنواع الدعارة

باتريز روزن كاتس
كل المعلومات الواردة هنا تستند إلى العمل في الحقل بالتعاون مع العيادة المتنقلة من أجل تقليص أضرار الدعارة ضمن وزارة الصحة.
لتحليل ظاهرة الدعارة وخصائصها في البلاد، بإمكاننا أن نقوم بتقسيم أنواع الدعارة المختلفة وفقا لمكان الحدث، نوع الإطار الذي تتم من خلاله الدعارة، وضع المراة/ الشخص الذي انخرط في عمل الدعارة، جنسه وعمره.
بدايةً، يجب أن نفرّق بين دعارة الرجال ودعارة النساء، وبين دعارة القاصرين ودعارة البالغين. غالبية العالقين في دائرة الدعارة في منطقة الشمال، والتي يتمحور عملنا في حدودها، هن نساء، غالبيتهن بالغات. بحسب تقييمنا فان دعارة القاصرات تحدث غالبا في السرّ أو عن طريق الانترنيت.
دعارة الشارع ـ وهو نوع الدعارة المعروف. في غالبية الحالات تحدث هذه النشاطات في مناطق معروفة من المدينة ـ في وسطها، في حدائق عامة معينة، في ضواحيها وفي الشواطئ. العمل الجنسي نفسه يحدث على الغالب داخل سيارة أو في ساحات خالية. دعارة الشارع تمتاز بتعرض النساء لعنف شديد من قبل الزبائن أو الشاذين على أنواعهم، تتمّ تحت سيطرة القوّادين أو تجار المخدرات، نزاعات على مناطق نفوذ، استعمال مكثّف للمخدرات وظروف صحية متدنية تؤدي إلى أضرار صحية.
دعارة " المخونيم" ـ  أسم الرمز "مخون" ("معهد" بالعربية) يخفي في الغالب واقعا آخر، وبغطاء خدمات التدليك، يعرض على الجمهور خدمات الدعارة، وغالبا ما يكون في منطقة صناعية أو تجارية. يعمل في كل ساعات اليوم،ويتواجد فيه مدير وحارس. يقوم الرجل الذي يدخل إلى "المخون" باختيار المرأة التي يريد أن يقيم معها علاقة جنسية، ويقوم بالدفع عند انتهاء العملية الجنسية. تقوم المرأة بتحويل نصف ما دفع لها، على الأقلّ، إلى مدير "المخون". تختلف الظروف الصحية من "مخون" إلى "مخون"، وتتراوح بين ظروف صعبة وظروف معقولة. تأثير المكوث في "المخون" تؤدي إلى تزايد الخوف من المدير وسطوته وقدرة قليلة على رفض زبائن معينين، ولكن مع هذا هنالك إحساس بالأمان النسبي لدى النساء العاملات فيه بفضل الحماية الجزئية التي يحظوْن بها.
الشقق السرية ـ وهي شقق سكنية تتحول بشكل غير رسمي إلى أماكن تبيع الخدمات الجنسية. في الأحياء الميسورة، ينجح الجيران، أحيانا، بالانتظام وتقديم الشكوى في الشرطة إلى أن يتم إغلاق المكان. غالبية الشقق موجودة بملكية سرية، ولا يُعرف من هو مالك الشقة. في غالبية هذه الشقق، استعمال المخدرات ممنوع والظروف الصحية معقولة  وحماية النساء متوفّرة.
الشقق الخاصة ـ في هذه الحالة تقوم امرأة أو اثنتان باستئجار شقة بشكل مستقل. في غالبية الأحيان، الحديث هنا هو عن نساء مكثن في السابق في الشقق السرية أو "المخونيم"، وقررن العمل دون اقتسام المال مع آخرين. تقوم النساء بالإعلان عن الشقة بواسطة بطرق دعائية. كون عدم وجود حراسة على هذه الشقق، يعرّض النساء إلى خطر كبير، فهن معرضات للاعتداءات المتكررة من قبل جهات إجرامية بهدف تلقي مبالغ مالية تضمن الحماية.
"فتيات مرافقة/فتيات الهاتف" - تحت هذا الاسم الرمز يختفي واقع لنساء في شقق أو مكتب يتصل به الزبون ويدعو المرأة إلى شقة أو إلى فندق. تتقاضى فتيات المرافقة تسعيرة عالية، وتتقاسمن المال مع صاحب المصلحة الذي يهتم بالإعلان عن الخدمة. من المهم التنويه هنا أن لهذا النوع من الدعارة هنالك شركاء كثر: القوادون، موظفو استقبال في الفنادق، سائقو سيارات الأجرة وغيرهم
سياحة جنسية ـ في الغالب نتحدث عن وكالات سفر تقترح على المسافر إلى خارج البلاد، وكجزء من "الرزمة السياحية"، إمكانية ممارسة الجنس مع نساء شابات، شباب أو طفلات، خاصة في مدن العالم الثالث. يُنتج هذا النوع من السياحة دخلا هاما للدول، وهذا ما يجعل استغلال النساء يحظى عمليا، بتشجيع الدولة.
انترنيت، "بنات الشبكة" ـ تحوّلت الدعارة الشبكية من خلال الإنترنيت إلى مصلحة منتشرة ومربحة، تضمن السرية للزبون وتعطي النساء والفتيات وهم الحماية والحصانة. الحديث، في الغالب عن مواقع إنتيرنت يقوم الزبائن بالدخول إليها والتواصل مع المرأة عبر برنامج اتصال وكاميرا ويطلبون منها التصرف حسب رغباتهن الجنسية. هذا النوع من الدعارة أخذ في الازدياد في السنوات الأخيرة. ورغم أنه لا تتوفّر لدينا أبحاث حتى الآن فأنه من الواضح أن لهذا النوع من الدعارة إسقاطات نفسية وغيرها على النساء التي يعملن بها.